الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

جميعنا نستطيع


قال تعالى : " إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء " [56 القصص[

فيما صح في السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في شأن الدعوة وفضلها قوله عليه الصلاة والسلام لما بعث علياً رضي الله عنه إلى خيبر قال:

" ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم "

متفق عليه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه.

كُنت أعتقد أن الدعوة إلى الإسلام تحتاج مني أن أكون مقيماً للحجة و أن أكون حافظ للكتب السماوية الأربعة و أن أكون على فقه و امتلك من الاحترافية الكثير، لم أكن أعتقد أنها لا تحتاج مني كل ذلك .

من أحد سبل الدعوة هو فن التعامل مع الغير من المسلمين و هنا أصعب الجهاد للنفس ، ربما يكون الكلام سهل للغاية و لكن التطبيق صعب لأن البعض يقف عند بعض عادات التربية السقيمة " لن أطيل الحديث بهذه النقطة لأنها ليست الأساسية " .

سأقص عليكم عن صديق لي :

من منا لم يذنب نتفق الكل أذنب دون سواء ، ومن منا من لم يتصدق قد نتفق الكل ولكن الاختلاف هو الخفاء او المجاهرة .

من بعد سنوات التقيت في أحدى الأيام مع صديق لي برغم أنني أعرفه جيداً " هو شخص عادي ، غير ملتزم ، لا زال في بداية حياته بعمر الجميع تقريباً " ، طالما أعجبني هذا الشخص مما يمتلكه من فن التعامل مع الغير دون استثناء " واقصد هنا العنصرية العمياء " ، لأنه لا يجعل الأمور صعبه وإنما يجعلها سلسة له و للغير .

يقول لي : في نفس مكان العمل الذي أعمل فيه ، يوجد الكثير من غير مسلمين و أنا كل ما علي أن اكلمهم و أرغبهم بالإسلام بما قدرني الله عليه و أجلب لهم الدعاة من نفس جنسيتهم و أهديهم الهدايا و الكتب و لا أقيم أبدا عليهم الحجة لأنني لا امتلكها ، ولكنني أفعل ما أقدر من أجل الإسلام .

يقول : لقد اسلم بعد فضل الله فلبيني على يد داعية أتيتُ به كي يدعوه بلغته ، و الآن اسلم على هذه الطريقة البسيطة أكثر من 12 شخصاً و هؤلاء اسلم على أيدهم الكثير ، ولكن أكثر شخص أثر فيني هو شخص عندما عرف عن الإسلام الكثير وفهم أنه على خطأ بكى ، وقال : أن أمي و أبي مخطئين و جلس يبكي بهدوء .

وختم حديثة معي أن هذا هو مشروعي بصمت و صدقتي و اعتنائي بالمساجد هو المشروع الذي أطلقته بصمت " ولكن الذي وجدته أن حسن المعاملة هو الدافع الأول كي يقتنع في دخول الإسلام ، إذا أذن الله له بذلك .

تعليق الكاتب :

تعلمت منه أن لا أنظر للخلف و أنظر نحو الأمام و أن أقدم ما أستطيع من فعل الخيرات مادمتُ أتنفس و أتحرك بفضل الله تعالى .

أشكر صديقي الذي أتاح لي الفرصة كي أضع هنا هذه الرسالة برغم أنه لم يأذن لي في كثر من التفاصيل ولكن الكلام أفضله ما قل و دل .


همسة داماً ستبقى معي :

محمد القويري ، صديقي المقرب أشكرك دائماً على تلك الدعوة " بك نقتدي " والتي طالما اتمنى أن تستمر و أن تكون بلغة أخرى .

ولا أنسى بالشكر القائمين على المشروع والمشاركين هناك .

10 التعليقات:

بوح القلم يقول...

اذا لم نستطيع ان نمتلك الحجه والاسلوب الخطابي المؤثر يكفينا ان نكون مؤثرين في تعاملنا مع الناس بالاخلاق الاسلاميه العظيمه هذه تكفي ليعرف الناس الاسلام ويبحثوا عنه وتكون انت داعيه باخلاقك
احد الداعيات اخبرتها امراه بعد سنه من حضور محاضره لها عن معلومه سمعتها من المحاضره قالت اصبحت في كل مكان اقولها هذه المعلومه للناس حتى في انتظار المستشفى
هي اصبحت داعيه بمعلومه بسيطه (كانت عن الغسل الكامل والغسل المجزء )
بابسط الاشياء نستطيع ان نكون دعاه
واعتقد الان اصبحنا كذلك بما نكتب في مدوناتنا
كل الشكر لك اخي الكريم

غريب يقول...

أخي العزيز (كاتب الأنثى)
صبحك الله بالخير والنور
جزاك الله خير على كل حرف دونته
اللهم آمين...

يقول النبي صلى الله عليه وسلم :-
( إِنَّمَا بُعِثتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخلاقِ )
رواه البخاري و صححه الألباني في "السلسلة الصحيحة"
و مخالطة الناس بخلق حسن من أعظم سبل الدعوة فنحن العوام قد لا نجيد أساليب وفنون الدعاة و لا نمتلك ما يمتلكون من علم ولكن بالخلق الحسن الذي يفترض أن يتحلى به كل مسلم نكون دعاة أدركنا ذلك أم أو لم ندرك و اعذرني على الإطالة , ففي مرحلة دراستي الإبتدائيه كان لدينا مدرس هندي غير مسلم في حينه والغريب أن إسمه (الأستاذ مسلم) فتعرف به أستاذ مادة اللغة الإنجليزيه و ربطتها صداقة و إحترام فلا تأتي إستراحة ولا فرصة إلا وأجد أستاذ الإنجيزي يجلس مع الأستاذ مسلم الهندي يتبادلان اطراف الحديث و الظحكات(خلاصه الموقف) بعد عام أو أكثر تفاجأنا بمدرس اللغة الإنجليزية يجمع الطلبه برفقة المدير والمدرسين لنحضر إشهار إسلام الأستاذ مسلم و هنا أدركنا بأن إسلامه كان ثمرةً لخلق و لطافة أستاذنا المصري مدرس اللغة الإنجليزيه , و سعدنا يومها سعادة عجيبة و فرحة من نوع خاص , نسأل الله أن يهدينا و يهدي بنا.
اللهم آمين...

أستاذي العزيز (كاتب الأنثى)
أسأل الله أن يفقهك في دينك ودنياك ويجعلك من الصالحين المصلحين ...اللهم آمين

أحبك في الله

أبوطلال الحسيني يقول...

بورك في قلمك أخي عبدالله
قرأت في النص مما ذكرته عن صديقك هذه العبارة :
"هو شخص عادي ، غير ملتزم"
كثيراً ما أقف عند هذا المفهوم الذي تشربنا مفهومه دون أن نشعر
وأصبحنا نعتقد أن الدعوة خاصة بالملتزمين
وأعجبني هنا ما أكدت عليه وهو الأخلاق والدين المعاملة كما \
أخبر المصطفى وبلاد الشرق الأقصى فتحت - كما نعلم - بأخلاق
التجار المسلمين..

أخي عبدالله الشواهد كثيرة والفكرة ينبغي أن تتغير نحو أنفسنا
فنحن مسلمون قبل كل شيء، والدعوة من حق الجميع.

ضوء القمر يقول...

فعلا الدين المعاملة

لو اتخذ الجميع ذات المنهج الذي اتبعه صديقك لما اتهم الاسلام بالارهاب

او كما يقولون ان الاسلام بني بحد السيف

تــركــي الــغــامــدي يقول...

أخي العزيز عبدالله ، ولنا في رسول الله تعالى الأسوة الحسنة في شتى مناحي الحياة ، ومن يعبأ بالآخرين ينزل إلى حيث يريدون من الهوان والدونية التي تعشعش في رؤوسهم ، وفقك الله ووفق زميلك ، ووفق كل من ينشر الخر بعيداً عن كل تلك التفاصيل المزعجة .

الغدوف يقول...

يبقى دين التعامل والسلوكيات
هو الأكثر جذباً وتأثيراً وأثراً
وتغلغلاً في العمق
هو بمثابة بوابة عبور لماهية هذا الدين
وإطاره الجميل ومضمونه الأجمل
وأي سماحة وطلاقة وجه وإحسان ولطف يخلّف عليه أهله
حقاً كلنا مهيئ للتعريف بشريعة الله تعالى
إذا نهجنا الأخلاق في أي درب نمضي فيه
أو تناولنا الأسلوب في مجمل حياتنا
وتقديم الخير أو نشره لن يجدي مالم تكن الطريقة في التقديم متقدمة خارجة عن التقلية
وراقية أو ذات فنية وملمس

كل الخير
وكل التحايا لسكب مدادك

محمد سعد القويري يقول...

تحية عطرة
ــــــــــــــــــــــ
عاجل وخارج النص
ــــــــــــــــــــــــ
تم انتقال مدونتي إلى الرابط
http://www.iqwiri.com/
حاليا يمكنك المتابعة على الرابط المؤقت
http://qweary555.blogspot.com
ـــــــــــــــــــــــــ
لي عودة بإذن الله

Bayan Abd alizez يقول...

http://sayat.me/a7bkm

ششرفوني

غريب يقول...

مساك الله بالخير
اخي الفاضل عبدالله
لك واجب في مدونتي:)

عقد الجمان يقول...

من يحمل في جعبته هذه الكلمة (ولكنني أفعل ما أقدر من أجل الإسلام) سيفعل الأعاجيب من أجل الإسلام

مشكلتنا في الدعوة أننا لم نحمل هذا الهم على عواتقنا , كأنها من اختصاص المشائخ والعلماء , رغم أن الإبتسامة تفتح أبواب لا تؤصد أبداً ولانزال لا ندرك أننا نخسر كل يوم من أعمارنا ولا نزيدها بعمل صالح يعمل من بعدنا كنا يوماً سببه ..
أذكر إحدى الأخوات كانت تحرص على أن تستقدم من يخدمها إلا من غير المسلمات لأنها تحرص أن لا يذهبن من عندها إلا وقد أسلمن فتكون كسبت من خيري الدنيا والآخرة ..

هذه التدوينة عميقة رائعة جزاك الله خير

إرسال تعليق

 
|