الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

جسر الملائكة


قالت : هل أعرفك 
قلت : أنني بقايا من تاريخ كان 


قالت : لكنني فقدتُ ذاكرتي 
قلت : أقتربي ، سأمدُ لكِ يدي
التي طغت عليها تجاعيد الزمان
صافحيها ، تحسسيها
أقرئي خطوطها 
قد ربما تعرفين من أكون 


قالت مرة أخرى : هل أعرفك ؟ 
قلت : أنني طيف انسان ، اتعبه الرحيل بين السنابل و الحقول 


سكتت قليلاً ، ثم قالت : هل تعرفني ؟ 
قلت : أنتي الأملودة بين البشر 
ابتسمت .. 
قلت : أنتي من أتى بها القدر 
كوردة بين الشوك و الحجر
أميزكِ من بُعدِ خطوة 
فقاطعتني ، وقالت : لم أعرفك أن ذاكرتني تخونني الأن ، و التعب نال نصيبة من جسدي 


قلت : أقتربي !
سأحضن الماضي البعيد
فحرك النسناس
شعرها الغجري ، فسطت في المكان
رائحة زهرة البراري


قالت : لقد أجفل الليل 
وبدأ في حمل حقائب الرحيل 
وأنت لازلت تداعب شعري الأحمر 
قلت : لا تحزني .. فقط أطلقي ابتسامتك الخجلى 
كفراشة لتحجب الضياء


قالت : هلاّ أخبرتني من أنا ؟ 
قلت : نسمة الفجر المحجوب 
التي تلامس العالم المرهق 
من الأيام والسنون


قالت : أنني أعرف رائحة هذا الجسد
قلت : من أكون ؟
قالت : الحزن القديم 
قلت : ماذا بعد ؟ 
قالت : من كان سيداً على أنوثتي المتمردة 
قلت : ماذا بعد ؟ 
قالت : من حرمّه علي الكتاب 
لقد طال الانتظار 


قلت : هل ترين !
قالت : ماذا ؟ 
قلت : لقد حُجب الضياء و عاد المساء 
قالت : إذن 
قلت أنهضي وراقصيني


- من الخارج –

قالت : أتعلم
قلت : ماذا يا صغيرتي
قالت : لكم أشتاق لقلبي الصغير
لكم أضناني البُعاد
ولكنني الآن .. لست سوى طيف
لا يحمل سوى شبه جسد إنسان


قلت : أتعلمين
قالت : ماذا ؟
قلت : أننا لن نعاني الألم من جديد
فنحنُ لسنا سوى طيفان
لا يظهران إلا كل مساء
تحت جسر الملائكة 

23 التعليقات:

قلب المحبة يقول...

جميلٌ هو النص الذي قرأته هاهُنا ..
كم أنت مبدعٌ أيهـا الكآتب ..

دام قلمُكَ بخير ..


قلب المحبة

الغدوف يقول...

جسر موصول بأحاديث الأطياف شفيف حد أن تبصر دقيق عروق الأطياف به وملائكيتهم النقية
من أعلاه يحين ليل أو يفوح ويستدعي الساكنين ويغوي للوقوف والتراقص
وتسري به أوتار غجرية كذلك الشعر الملون
حتى الأنوثة تسري برفق أو بطواف حلم
تتناقل المسامع همس الليل ولا يجري بها سواه
ينطوي الجسر على ورود لحظآت تواصلت بالماضي وعادت حين حلول الفجر
ويأذن للهدوء أن يستكن بالأطياف

رائع أقولها بكثرة
وببذخ الاحساس نسجه … فشكراً وتليق

غير معرف يقول...

صباح الغاردينيا عبدالله
طيفاً هو إحتضن طيفها
كانت هي أهازيج الحلم
وهوأنفاس فجر تزورها كل نسمة
تحط رحالها على جسر الملائكة
حيث تلك الحظات مباحه "
؛؛
؛
نص رائع
حمل الكثير من الهمسات بين السطور
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
reemaas

غير معرف يقول...

السلاام عليكم ورحمة الله وبركاته

صباح الخيير =)

جدا جميل ما كتبت ^^
موفق ان شاء الله


من مدونة dalo.oo.3atuae

منصور الفرج يقول...

يستهويني دوما حديث الطيف .

نص راقي و متقن بحرفيه عاليه .

لكِ اطيب الأماني

احترامي

بسمة الورد عطر المشاعر يقول...

صباحك هنا وسعاده ... عبد الله

وها انا ارانى فى مدونة رقيقة المشاعر ذات كلمات عذبة رقراقة

راق لى تواجدى هنا اليوم مرسى لذوقك ومرورك على مدونتى فقد اسعدنى ذلك كثيرا

مودتى واعجابى بما تقدم ويشرفنى المتابعه ان شاء الله

تــركــي الــغــامــدي يقول...

ولماذا يا صديقي الوفي لايظهران على جسر الملائكة ؟!
ها أنت تؤكد أن ثقافة الاختباء هي السائدة حتى في حال مشاعرنا الإنسانية التي قد لاتتعدى ماضربنا حولنا من أسوار .
تحياتي لك أبا فيصل .

Unknown يقول...

أخى الفاضل: عبد الله
أحيي ماسطرته أناملك المبدعة
تقديرى واحترامى
بارك الله فيك وأعزك

* سعدت بتواجدى هنا

[ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ] يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
[ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ] يقول...

" "
"
قالا و لم يكذبا
هما التاريخ القديم بعبقة
بكل انتصاراتة و هزائمة
هما الذاكرة الاولي للحب الأول
الذي يحاول الهروب و الأنزواء تحت اي ظل
و لن يكن أروع من اختفاءهما تحت ذلك الجسر العتيق

قد يخالفني الكثير، و لكن اجمل ما في الحب هو .. الاختفاء معه

م.جمجوم

ضوء القمر يقول...

اعادني هذا البوست لذكريات سنين ماضية

جميل جدا

اسعد الله ايامك

مودتي

اصبحت ظل وليس ضوء

Emtiaz Zourob يقول...

كلمات في غاية الرقة والروعة ..

سلمت الانامل ..

استمتعت بالمرور والقراءة.

دمت بخير وطاب مساؤك.

أنثى من حرير يقول...

إنحناءة الجمال في بوح الأجمل
كلما قرأتك أشعر أنك مصور محترف
لأحاسيس كثيره نعيشها

..

شكرا لك بحجم السماء وأكثر

نوف العبدلي يقول...

:

أشد على يد اخي الفاضل : تركي الغامدي
و أضيف أيضا , لماذا لا يظهران إلا كل مساء ؟
لماذا لا يظهران كل وقت .. :)

:
كتاباتك تأسرني , و اتعلم منهآ .

كريمة سندي يقول...

قالت وقلت قصة لا تنتهي بين المحبين العاشقين ما أجمل نهاية الحوار فقد حسمت الأمر عزيزي وكنت سيد الموقف

مذهلة يقول...

معاينة

تحرير


غير معرف يقول...
@@يسعد لي صباحك بارقي والابداع@@

همسة اكثر من رائعه لدرجة انها ادخلتني معهما في القصه وعلى انغام موسيقى تيتانيك تشعر بهما.

شكرا لك

دمت مبدع

10 أكتوبر, 2011 07:42 ص































































































غير معرف يقول...
@@يسعد لي صباحك بارقي والابداع@@

همسة اكثر من رائعه لدرجة انها ادخلتني معهما في القصه وعلى انغام موسيقى تيتانيك تشعر بهما.

شكرا لك

دمت مبدع

10 أكتوبر, 2011 07:42 ص

غير معرف يقول...

سلمت اناااااملك اخوي

كلمات قمه في الروووووعه

عازفة الالحان يقول...

أحرفْ تُشيع نوراٌ
ومُشآ حآلمة
على جِسر ملآئكي
وأروآح لآ تُطرف عن حبْ رقيقْ

لحرفِك جمآل

دمت بخير

ذكرى الجروح يقول...

قالت : أنني أعرف رائحة هذا الجسد
قلت : من أكون ؟
قالت : الحزن القديم
قلت : ماذا بعد ؟
قالت : من كان سيداً على أنوثتي المتمردة
قلت : ماذا بعد ؟
قالت : من حرمّه علي الكتاب
لقد طال الانتظار


قلمك نزاري كما أردد دائماً

بارك الله لك فيه

مبدع وتملك التلاعب بالكلمات

دمت بكل الخير

محمد فوزي يقول...

كل الشكر والامتنان على روعة بوحـك ..

وروعة مانــثرت .. وجمال طرحك ..
دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

لك خالص احترامي

شغب الحريري يقول...

روعه وربي
ابداع ماقرات ..
متابعه ..

هدايا عيد ميلاد يقول...

جزاك الله خيرا
جميل صدق احساسك

عبير يقول...

السلام عليكم

حوار جميل ومبدع ينبع من خفايا الماضي
ليحاكي المستقبل ...

بارك الله فيك اخي
تحياتي

إرسال تعليق

 
|